فصل: باب التحفظ من المعصية فيها وفيما حولها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب في العمرة

  باب دخلتِ العمرة في الحج

5659- عن جبير بن مطعم قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر على المروة بمشقص وقال‏:‏

‏"‏دخلتِ العمرة في الحج إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه البزار وضعفه الطبراني في الكبير وزاد‏:‏ ‏"‏لا صرورة‏"‏‏.‏

  باب في العمرة

5660- عن عامر بن ربيعة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏العمرة إلى العمرة كفارة لما بنيهما من الذنوب والخطايا والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏

5661- وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر كل ذلك في ذي القعدة يلبي حتى يستلم الحجر‏.‏

رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق‏.‏

5662- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مر الظهران في عمرته بلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشاً تقول‏:‏ ما يتباعثون من العجف‏.‏ فقال أصحابه‏:‏ لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه وحسونا من مرقه لأصبحنا غداً حين ندخل على القوم وبنا جمامة‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏لا تفعلوا ولكن اجمعوا لي من أزوادكم‏"‏‏.‏ فجمعوا له وبسطوا الأنطاع فأكلوا حتى تولوا وحثا كل واحد منهم في جرابه ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد وقعدت قريش نحو الحجر فاضطبع بردائه ثم قال‏:‏ ‏"‏لا يرى القوم فيكم غميزة‏"‏‏.‏ فاستلم الركن ثم دخل حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الأسود فقالت قريش‏:‏ ما يرضون بالمشي أما إنهم لينقزون نقز الظباء ففعل ذلك ثلاثة أشواط فكانت سنة‏.‏ قال أبو الطفيل‏:‏ فأخبرني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع‏.‏

رواه أحمد وهو في الصحيح باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

5663- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر كلها في ذي القعدة إحداهن زمن الحديبية والأخرى في صلح قريش والأخرى مرجعه من الطائف زمن حنين من الجعرانة‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5664- وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً قبل حجه في ذي القعدة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر‏.‏

5665- وعن ابن عمر أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمر فأذن له فقال‏:‏

‏"‏يا أخي أشركنا في صالح دعائك‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏

5666- وعن البراء قال‏:‏ اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحج‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

5667- وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بعض عمره وخرجت معه، ما قطع التلبية حتى استلم الحجر‏.‏

رواه البزار وفيه من لم أعرفه‏.‏

  باب العمرة من الجعرانة

5668- عن ابن عباس قال‏:‏ لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم ثم اعتمر منها وذلك لليلتين بقيتا من شوال‏.‏

رواه أبو يعلى من رواية عتبة مولى ابن عباس ولم أعرفه‏.‏

5669- وعن خالد بن عبد العزى بن سلامة ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه بالجعرانة وأجزره وظل عنده وأمسى عنده خالد ثم ندب النبي صلى الله عليه وسلم العمرة فانحدر النبي صلى الله عليه وسلم ومحرش إلى الوادي حتى بلغا مكاناً يقال له‏:‏ أشقاب فقال‏:‏

‏"‏يا محرش، ماء هذا المكان إلى الكر وماء الكر لخالد، وما بقي من الوادي لك يا محرش‏"‏‏.‏ ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم فحص الكر بيده فانبجس الماء فشرب ثم ندب النبي صلى الله عليه وسلم العمرة فأرسل خالد إلى رجل من أصحابه يقال له‏:‏ محرش بن عبد الله والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ خائف من دخول مكة فسار به طريقاً يعدله عن من يخاف من ذلك قد عرفها‏.‏ حتى قضى نسكه وأصبحنا عند خالد راجعين وأحله محرش‏.‏ - يعني خلفه -

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

  باب العمرة في رمضان

5670- عن علي - يعني بن أبي طالب - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عمرة في رمضان تعدل حجة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه حرب بن علي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات‏.‏

5671- وعن أبي طليق أن امرأته قالت له - وله جمل وناقة - ‏:‏ أعطني جملك أحج عليه قال‏:‏ هو حبيس في سبيل الله قالت‏:‏ إنه في سبيل الله أن أحج عليه، فأعطني الناقة وحج على جملك‏.‏ قال‏:‏ لا أوثر على نفسي أحداً قالت‏:‏ فأعطني من نفقتك‏.‏ قال‏:‏ ما عندي فضل عن ما أخرج به وأدع لكم ولو كان معي لأعطيتك‏.‏ قالت‏:‏ فإذ فعلت ما فعلت فأقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام إذا لقيته وقل له الذي قلت لك‏.‏ فلما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأه منها السلام وأخبره بالذي قالت له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صدقت أم طليق لو أعطيتها جملك كان في سبيل الله ولو أعطيتها من نفقتك أخلفها الله لك‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فما يعدل الحج معك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏عمرة في رمضان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار عنه ورجال الطبراني رجال الصحيح‏.‏

5672- وعن ابن عباس وابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏عمرة في رمضان تعدل حجة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث ابن عباس في الصحيح‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

5673- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رمضان‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف لاختلاطه‏.‏

5674- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏عمرة في رمضان كحجة معي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال مولى أنس وهو ضعيف‏.‏

5675- وعن عروة البارقي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عمرة في رمضان تعدل حجة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثقه شعبة وسفيان‏.‏

  باب أين ينحر المعتمر الهدي

5676- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمروة‏:‏

‏"‏هذه المنحر وكل فجاج مكة وطرقها منحر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن عمر العمري وفيه كلام وقد وثق‏.‏

  باب في المرأة تحيض قبل قضاء نسكها

5677- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أميران وليسا بأميرين‏:‏ المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأمروها، والرجل يتبع الجنازة فيصلي عليها ليس له أن يرجع حتى يستأمر أهل الجنازة‏"‏‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه أحسن من هذا‏.‏

 بابان في طواف الوداع

  باب طواف الوداع

5678-عن ابن عمر قال‏:‏ سمعت عمر بن الخطاب بمنى يقول‏:‏ يا أيها الناس إن النفر غداً فلا ينفرن أحد حتى يطوف بالبيت فإن آخر النسك الطواف‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب في المرأة تحيض قبل الوداع

5679- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن صفية حاضت قال‏:‏

‏"‏لا أراها إلا حابستنا‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ إنها قد أفاضت يوم النحر‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فلتنفر‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام قد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5680- وعن عائشة وأم سلمة قالتا‏:‏ حاضت صفية بنت حيي قبل النفر فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال‏:‏

‏"‏أحابستنا أنت‏؟‏ هل كنت أفضت يوم النحر‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فانفري‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث عائشة في الصحيح‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5681- وعن أنس أن أم سليم حاضت بعدما أفاضت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنفر‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب المنزل بعد النفر

5682- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ من السنة النزول بالأبطح عشية النفر‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

  باب فيمن مات وعليه حج

5683- عن أنس بن مالك قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أبي مات ولم يحج حجة الإسلام‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت تقضيه عنه‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فإنه دين عليه فاقضه‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن‏.‏

5684- وعن عقبة بن عامر أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله أحج عن أمي وقد ماتت‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أليس كان مقبولاً منك‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ بلى‏.‏ فأمرها أن تحج عنها‏.‏

وجاءت امرأة فقالت‏:‏ أحج بابني وهو مرضع أو صغير قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سويد أبو حاتم وثقه أبو زرعة وابن معين في رواية وضعفه النسائي وابن معين في رواية‏.‏

5685- وعن زيد بن أرقم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من حج عن أبيه أو عن أمه أجزأ ذلك عنه وعنهما‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم‏.‏

5686- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره ومن فطر صائماً فله مثل أجره ومن دعا إلى خير فله مثل أجر فاعله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن يزيد بن بهرام ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

  باب الحج عن العاجز

5687- عن سودة قالت‏:‏ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فالله أرحم، حج عن أبيك‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

  باب فيمن حج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه

5688- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يلبي عن شبرمة قال‏:‏

‏"‏وما شبرمة‏؟‏‏"‏‏.‏ فذكروا قرابة‏.‏ قال‏:‏ أحججت عن نفسك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاحجج عن نفسك ثم حج عن شبرمة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه ابن أبي ليلى وفيه كلام‏.‏

5689- وعن جابر قال‏:‏ سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول‏:‏ لبيك عن شبرمة‏.‏ فقال‏:‏

‏"‏أحججت عن نفسك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ثمامة بن عبيدة وهو ضعيف‏.‏

  باب حج الصبي

5690- عن أنس بن مالك قال‏:‏ بينما النبي صلى الله عليه وسلم يسير إذ أقبلت امرأة معها ابن لها‏.‏ قالت‏:‏ يا رسول الله ألهذا حج‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏نعم ولك أجر‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فما ثوابه إذا وقف بعرفة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يكتب لوالديه به بعدد كل من وقف بالموقف عدد شعر رؤوسهم حسنات‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو متهم بالكذب‏.‏

 أبواب في فضائل مكة

  باب ما جاء في مكة وفضلها

5691- عن ابن عباس قال‏:‏ لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال‏:‏

‏"‏أما والله لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت‏.‏

يا بني عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي فلا تمنعوا طائفاً ببيت الله ساعة ما شاء من ليل ولا نهار ولولا أن تطغى قريش لأخبرتها ما لها عند الله‏.‏ اللهم إنك أذقت أولهم وبالاً فأذق آخرهم نوالاً‏"‏‏.‏

روى الترمذي بعضه‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

5692- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على الحزورة وقال‏:‏

‏"‏لقد علمت أنك أحب أرض الله إليه ولولا قومي أخرجوني منك ما خرجت‏"‏‏.‏

5693- وفي رواية عنه أيضاً‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بالحجون فقال‏:‏

‏"‏والله إنك لأخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله تعالى ولولا أني أخرجت منك ما خرجت‏"‏‏.‏ وذكر الحديث بطوله‏.‏

رواه كله البزار ورجال الأول رجال الصحيح‏.‏

  باب في حرمة مكة والنهي عن غزوها واستحلالها

5694- عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله حرم حرمه إلى يوم القيامة لا يعضد شجره ولا يحتش حشيشه ولا ترفع لقطته إلا لإنشادها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن أبي عيسى الحناط وهو ضعيف‏.‏

5695- وعن ابن عمر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أحلت لي مكة ساعة من نهار ولا تحل لأحد من بعدي وهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا يختلى خلالها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمنشدها‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ إلا الإذخر فإنه لقيننا وبيوتنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إلا الإذخر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن القاسم وهو ضعيف‏.‏

5696- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله حرم هذا البيت يوم خلق السماوات والأرض وصاغه حين صاغ الشمس والقمر وما حياله من السماء حرام وإنه لا يحل لأحد من بعدي وإنما يحل لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان‏"‏‏.‏ فقيل له‏:‏ هذا خالد بن الوليد يقتل‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏قم يا فلان فأت خالد بن الوليد فقل له‏:‏ فليرفع يده من القتل‏"‏‏.‏ فأتاه الرجل فقال‏:‏ إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اقتل من قدرت عليه‏"‏‏.‏ فقتل سبعين إنساناً، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل إلى خالد فقال‏:‏ ‏"‏ألم أنهك عن القتل‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه‏.‏ فأرسل إليه فقال‏:‏ ‏"‏ألم آمر خالداً أن لا يقتل أحداً‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ أردت أمراً وأراد الله أمراً وكان أمر الله فوق أمرك ما استطعت إلا الذي كان‏.‏ فسكت عنه نبي الله صلى الله عليه وسلم فما رد عليه شيئاً‏.‏

قلت‏:‏ لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏

5697- وعن مطيع بن الأسود - وكان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعاً - قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول‏:‏

‏"‏لا تغزى مكة بعد هذا العام أبداً‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

5698- وعن عبد الله بن حبشي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار‏"‏‏.‏ - يعني من سدر الحرم‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود خلا قوله‏:‏ من سدر الحرم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي باب فيمن قطع السدر في البيع‏.‏

5699- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ أشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5700- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يلحد رجل بمكة يقال له‏:‏ عبد الله عليه نصف عذاب العالم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن كثير الصغاني وثقه صالح بن محمد وابن سعد وابن حبان وضعفه أحمد‏.‏

5701- وعن سعيد بن عمرو قال‏:‏ أتى عبد الله بن عمرو عبد الله بن الزبير وهو جالس في الحجر فقال‏:‏ يا ابن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فانظر أن لا يكون هو يا ابن عمرو فإنك قد قرأت الكتب وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهداً‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5702- وعن سعيد بن عمرو قال‏:‏ أتى عبد الله بن عمر رحمه الله ابن

الزبير رحمه الله فقال‏:‏ يا ابن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله تبارك وتعالى فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرحجت‏"‏‏.‏ قال‏:‏ انظر لا تكنه‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

5703- وعن ابن أبزى عن عثمان بن عفان قال‏:‏ قال له عبد الله بن الزبير حين حصر‏:‏ إن عندي نجائب قد أعددتها لك فهل أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك‏؟‏ قال‏:‏ لا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات، ورواه البزار أيضاً‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي نحو هذه الأحاديث في الفتن إن شاء الله‏.‏

5704- وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ لقد رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان بمكة‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

  باب لا يعبد الشيطان بمكة

5705- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه ولكن قد رضي ‏[‏منكم‏]‏ بما تحقرون‏"‏‏.‏

رواه أحمد‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث في فضل جزيرة العرب وغيرها في المناقب إن شاء الله‏.‏

 بابان في الحجابة وزمزم

  باب في أمر مكة من الأذان والحجابة وغير ذلك

5706- عن أبي محذورة قال‏:‏ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان لنا ولموالينا‏.‏ والسقاية لبني هاشم‏.‏ والحجابة لبني عبد الدار‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير وفيه هذيل بن بلال الأشعري وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره‏.‏

5707- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خذوها يا بني طلحة خالدة بالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم‏"‏‏.‏ - يعني حجابة الكعبة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال‏:‏ يخطئ‏.‏ ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة‏.‏

5708- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ خاصم علي العباس في السقاية فشهد طلحة بن عبيد الله وعامر بن مخرمة بن نوفل وأزهر بن عبد عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وقد وثق‏.‏

5709- وعن عبد الله بن زرير قال‏:‏ قال علي للعباس‏:‏ قل للنبي صلى الله عليه وسلم يعطيك الخزانة‏.‏ فسأله العباس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أعطيكم ما هو خير لكم من ذلك‏.‏ ما ترزؤكم ولا ترزؤونها‏"‏‏.‏ فأعطاهم السقاية‏.‏

رواه أبو يعلى وهو مرسل‏.‏ عبد الله بن زرير لم يدرك القصة‏.‏

5710- ورواه البزار عن عبد الله بن أبي رزين عن أبيه عن علي قال‏:‏ قلت للعباس‏:‏ سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجابة‏.‏ فسأله فقال‏:‏

‏"‏أعطيكم السقاية ترزؤكم ولا ترزؤونها‏"‏‏.‏ وقلت للعباس‏:‏ سل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملك على الصدقات فقال‏:‏ ‏"‏ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب الناس‏"‏‏.‏

ورجاله ثقات‏.‏

  باب في زمزم

5711- عن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏زمزم طعام طعم وشفاء سقم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح منه‏:‏ ‏"‏طعام طعم‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح‏.‏

5712- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خير ما على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام ‏[‏من‏]‏ الطعم وشفاء السقم‏.‏ وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقية بحضر موت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسي لا بلال فيها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان‏.‏

5713- وعن أبي الطفيل عن ابن عباس قال‏:‏ سمعته يقول‏:‏ كنا نسميها شباعة - يعني زمزم - وكنا نجدها نعم العون على العيال‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

5714- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ابن السبيل أول شارب‏"‏‏.‏ - يعني من زمزم‏.‏

رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات‏.‏

5715- وعن السائب أنه كان يقول‏:‏ اشربوا من سقاية العباس فإنه من السنة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات‏.‏

5716- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو من ماء زمزم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل المخزومي وثقه ابن سعد وابن حبان وقال‏:‏ يخطئ وضعفه جماعة‏.‏

5717- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زمزم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن المؤمل المخزومي وثقه ابن سعد وابن حبان وقال‏:‏ يخطئ‏.‏ وضعفه جماعة‏.‏

5718- وعن حبيب بن أبي ثابت قال‏:‏ سألت عطاء‏:‏ أحمل ماء زمزم‏؟‏ فقال‏:‏ قد حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله الحسن وحمله الحسين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

5719- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زمزم فقال‏:‏

‏"‏انزعوا واسقوا فلولا أني أخاف أن تغلبوا عليها لنزعت‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن مهزم الشعاب، بصري وروى عنه أبو داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهما ويقال له‏:‏ الزمام، ذكره ابن ماكولا عن خط الصوري في مهزم - بكسر الميم وفتح الزاي وتخفيفها - وثقه ابن معين وأبو حاتم‏.‏

5720- وعن عثمان بن عفان أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى زمزم فقال‏:‏

‏"‏انزعوا ولولا أن تغلبوا عليها لنزعت‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه سعيد بن عبد الملك بن واقد قال أبو حاتم‏:‏ يتكلمون فيه، قال‏:‏ ورأيت فيما حدث أحاديث مناكير‏.‏

5721- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان أبو طالب يعالج زمزم فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة وهو غلام‏.‏

رواه البزار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك‏.‏

  باب مقام الخطيب بمكة

5722-عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وظهره إلى الملتزم‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن المؤمل وفيه كلام وقد وثق‏.‏

  باب الدعاء لمكة

5723- عن ابن عباس قال‏:‏ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في مكتنا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير في حديث طويل يأتي في فضل المدينة إن شاء الله وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو ضعيف‏.‏

 أبواب في فضائل الكعبة

  باب ما جاء في الكعبة

5724- عن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لما أهبط الله آدم إلى الأرض بكى على الجنة مائة خريف ثم نظر إلى سعة الأرض فقال‏:‏ أي رب أما لأرضك عامر يسكنها غيري‏؟‏ فأوحى الله إليه أن بلى فإنها سترفع بيوت يذكر فيها اسمي وسأبوئك منها بيتاً أختصه بكرامتي وأحلله عظمتي وأسميه بيتي وأنطقه بعظمتي ولست أسكنه وليس ينبغي لي أن أسكن البيوت ولا يسعني ولكن على عرشي وكرسي عظمتي وليس ينبغي لشيء مما خلقت أن يخرج من قبضتي ولا من قدرتي وتعمره يا آدم ما كنت حياً ثم تعمره القرون من بعدك أمة بعد أمة قرناً بعد قرن حتى ينتهي إلى ولد من أولادك يقال له‏:‏ إبراهيم أجعله من عماره وسكانه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وإسماعيل بن عياش وكلاهما فيه كلام وقد وثقا، وبقية رجاله ثقات‏.‏

5725- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ لما أهبط الله آدم من الجنة قال‏:‏ إني مهبط معك بيتاً - أو منزلاً - يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصلى عنده كما يصلى حول عرشي فلما كان زمن الطوفان رفع وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبوأه لإبراهيم فبناه من خمسة أجبل‏:‏ حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير فتمتعوا منه ما استطعتم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير موقوفاً ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5726- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ لما أهبط الله آدم بأرض الهند ومعه غرس من غرس الجنة فغرس بها وكان رأسه بالسماء ورجلاه بالأرض وكان يسمع كلام الملائكة فكان ذلك يهون عليه وحدته فغمر غمرة فتطأطأ إلى سبعين ذراعاً فأنزل الله عز وجل‏:‏ إني منزل عليك بيتاً يطاف حوله كما تطوف حول عرشي الملائكة ويصلى عنده كما تصلي الملائكة حول عرشي فأقبل نحو البيت فكان موضع كل قدم قرية وما بين قدميه مفازة حتى قدم مكة فدخل من باب الصفا فطاف بالبيت وصلى عنده ثم خرج إلى الشام فمات بها‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه النهاس بن قهم وهو متروك‏.‏

5727- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ وضع البيت قبل الأرض بألفي سنة فكان البيت ربدة بيضاء حتى كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حسفة فدحيت منه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5728- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ وضع الحرم قبل الأرض بألفي عام ودحيت الأرض من تحته‏.‏

قال مجاهد‏:‏ قوله‏:‏ ‏{‏فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم‏}‏ قال‏:‏ لو قال‏:‏ أفئدة الناس لازدحمت عليه فارس والروم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5729- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم وكانت قدر ما يفتحهما العناق وكانت غير مسقوفة وإنما توضع ثيابها عليها ثم تسدل سدلاً‏.‏ عليها وكان الركن الأسود موضوعاً على سورها تأدباً‏.‏ وكانت ذات ركنين كهيأة الحلقة فأقبلت سفينة من أرض الروم حتى إذا كانوا قريباً من جدة تكسرت السفينة فخرجت قريش ليأخذوا خشبها فوجدوا رومياً عندها فأخذوا الخشب أعطاهم إياه وكانت السفينة تريد الحبشة وكان الرومي الذي في السفينة نجاراً فقدموا وقدموا بالرومي فقالت قريش‏:‏ نبني بهذا الخشب الذي في السفينة بيت ربنا‏.‏ فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت مثل قطعة الحائر سوداء الظهر بيضاء البطن فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدمه أو ليأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها‏.‏ فاجتمعت قريش عند المقام فعجوا إلى الله عز وجل فقالوا‏:‏ ربنا لم نرع أردنا تشريف بيتك وترتيبه فإن كنت ترضى بذلك فافعل ما بدا لك‏؟‏ فسمعوا خواراً في السماء فإذا هم بطائر أسود الظهر أبيض البطن

والرجلين أعظم من البشر فغرز مخاليبه في رأس الحية حتى انطلق بها يجر ذنبها أعظم من كذا وكذا ساقطاً‏.‏ فانطلق نحو أجناد فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء عشرين ذراعاً فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجناد وعليه نمرة فضاقت عليه النمرة فذهب يضع النمرة على عاتقه فترى عورته من صغر النمرة فنودي‏:‏ يا محمد خمر عورتك‏.‏ فلم يُر عرياناً بعد ذلك وكان يرى بين بناء الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين وبين مخرجه وبنيانها خمس عشرة سنة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير بطوله، وروى أحمد طرفاً منه ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

5730- وفى رواية‏:‏ رومي يقال له‏:‏ بلعوم‏.‏ وقال‏:‏ فنودي‏:‏ يا محمد استر عورتك‏.‏ وذلك أول ما نودي‏.‏ والله أعلم‏.‏ قال أبو الطفيل‏:‏ فاستعرضت قريش بعض الخشب‏.‏

5731- وعن العباس بن عبد المطلب قال‏:‏ كنا ننقل الحجارة إلى البيت حين كانت قريش تبني البيت فانفردت قريش رجلان رجلان ينقلان الحجارة وكانت النساء تنقل النسيل ‏(‏الماء أول ما يستخرج من البئر‏)‏ فكنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ننقل الحجارة على رقابنا‏.‏ وأرديتنا تحت الحجارة فإذا غشينا الناس ائتزرنا فبينا أنا أمشي ومحمد صلى الله عليه وسلم أمامي ليس عليه إزار خر محمد صلى الله عليه وسلم فانبطح‏.‏ فألقيت حجري وجئت أسعى فإذا هو ينظر إلى السماء فوقه قلت‏:‏ ما شأنك‏؟‏ فقام فأخذ إزاره وقال‏:‏

‏"‏نهيت أن أمشي عرياناً‏"‏‏.‏ فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا‏:‏ مجنون‏.‏ حتى أظهر الله نبوته‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري والطيالسي وضعفه جماعة‏.‏

5732- وعن مرثد بن شرحبيل أنه حضر ذلك قال‏:‏ أدخل عبد الله بن الزبير على عائشة ناساً من خيار قريش وكبرائهم فأخبرتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام‏.‏ هل تدرون لم قصروا عن قواعد إبراهيم وإسماعيل‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قصرت بهم النفقة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وكانت الكعبة قد وهت من حريق أهل الشام فهدمها وأنا يومئذ بمكة فكشف عن ربض في الحجر أخذ بعضه ببعض فتركه مكشوفاً ثلاثة أيام يشهد عليه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فرأيت ربضة ذلك كحلف الإبل خمس حجارات‏:‏ وجهٌ حجر ووجه حجر ووجه حجر ووجه حجران‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فرأيت الرجل يدخل العتلة فيهر بها من ناحية الركن فيهتز الركن الآخر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فبناه على ذلك الربض ووضع فيه بابين لاصقين بالأرض شرقياً وغربياً‏"‏‏.‏

فلما قتل ابن الزبير هدمه الحجاج من نحو الحجر ثم أعاده على ما كان عليه فكتب إليه عبد الملك‏:‏ وددت أنك تركت ابن الزبير وما عمل‏.‏

قال مرثد‏:‏ وسمعت ابن عباس يقول‏:‏ لو وليت منه ما ولي ابن الزبير أدخلت الحجر كله في البيت، فلمَ يطف به إن لم يكن من البيت‏؟‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير‏.‏ ومرثد هذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً، وبقية رجاله ثقات‏.‏

5733- وعن عروة قال‏:‏ لما حرقت الكعبة تثلمت فقال ابن الزبير‏:‏ لو مسكن أحدكم كان هكذا ما رضي حتى يغيره وقد ثبت من رأيي نقضها وبناؤها‏.‏ وشاور الناس في ذلك فقال ابن عباس‏:‏ دعها على ما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ إنما بك البخل في النفقة فأنا أنفق عليها من مالي‏.‏ قال‏:‏ ثم ثبت فنقضها‏.‏ قال‏:‏ وهرب الناس عن مكة وارتقى في الكعبة ومعه مولى له حبشي أسود فجعل يهدم وأعانهما الناس فما ترجلت الشمس حتى ألزقوها بالأرض‏.‏ ثم سأل من أين حملت حجارتها في الجاهلية‏؟‏ فوصف له فأمر بحملها من ذلك الجبل حتى حمل من ذلك ما يريد‏.‏ ثم قال‏:‏ أشهد لسمعت عائشة تقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا عائشة لولا أن قومك عهدهم بالجاهلية حديث لنقضت الكعبة وألزقتها بالأرض فإن قومك إنما رفعوها لأن لا يدخلها إلا من شاؤوا‏.‏ ولجعلت لها باباً غربياً‏"‏ - وذكر الآخر بما لا أحفظه يدخل من هذا ويخرج من هذا - ‏"‏ولألحقتها بأساس إبراهيم فإن قومك استقصروا في شأنها وتركوا منها في الحجر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ثم حفر الأساس حتى وقع على أساس إبراهيم عليه السلام قال‏:‏ فكان يدخل العتلة من جانب جوانبها فتهتز جوانبها جميعاً ثم بناها على ما زاد منها في الحجر فرفعها‏.‏ وكان طولها يوم هدمها ثمانية عشر ذراعاً فلما زاد فيها استقصرت فقال ابن له‏:‏ زد فيها تسعة أذرع‏.‏ وزاد فيها ثلاث دعائم‏.‏ فلما ولي عبد الملك قتل ابن الزبير كتب إليه الحجاج‏:‏ أن سد بابها الذي زاد ابن الزبير ويكسفها على ما كانت عليها وتطرح عنها الزيادة التي زاد ابن الزبير من الحجر‏.‏ ففعل ذلك وبناؤه الذي فيه اليوم بناء ابن الزبير إلا ما غير الحجاج من ناحية الحجر ولبسه الذي لبسه الحجاج‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

5734- وعن عكرمة قال‏:‏ مر ابن الزبير وابن عباس في المسجد وأهل الشام

يرمونها من فوق أبي قبيس الجبل بالمنجنيق بالحجارة فأرسل الله عليهم صاعقة فأحرقت منجنيقهم وأحرقت تحته أربعة وأربعين رجلاً قال أناس من بني أمية‏:‏ لا يهولنكم فإنها أرض صواعق‏!‏ فأرسل الله عليهم أخرى فأحرقت منجنيقهم وأحرقت تحته أربعين رجلاً‏.‏ قال‏:‏ فبينا هم كذلك أتاهم موت يزيد بن معاوية فتفرق أهل الشام‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث بنحو ما يأتي في كتاب الفتن إن شاء الله‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه كلام‏.‏

5735- وعن مجاهد عن مولاه أنه حدثه‏:‏ أنه كان فيمن بنى الكعبة في الجاهلية‏.‏ قال‏:‏ ولي حجر أنا أنحته بيدي أعبده من دون الله تعالى وأجيء باللبن الخاتر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجيء الكلب فيلحسه ثم يشغر فيبول فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل‏.‏ فقال بطن من قريش‏:‏ نحن نضعه‏.‏ وقال آخرون‏:‏ نحن نضعه‏.‏ قال‏:‏ اجعلوا بينكم حكماً‏.‏ قالوا‏:‏ أول رجل يطلع من الفج‏.‏ فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ أتاكم الأمين‏.‏ فقالوا له‏.‏ فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه فوضعه هو صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب في حرمتها

5736- عن ابن عباس قال‏:‏ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال‏:‏

‏"‏لا إله إلا الله ما أطيبك وأطيب ريحك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم

حرمة منك‏.‏ إن الله جعلك حراماً وحرم من المؤمن ماله ودمه وعرضه وأن نظن به ظناً سيئاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

5737- وعن حويطب بن عبد العزى قال‏:‏ كنا جلوساً بفناء الكعبة في الجاهلية فأتت امرأة البيت تعوذ به من زوجها فمد يده إليها فيبست فلقد رأيته في الإسلام وإنه لأشل‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس‏.‏

  باب في مفتاح الكعبة

5738- عن جبير بن مطعم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان بن طلحة حين دفع إليه مفتاح الكعبة‏:‏ ‏"‏هاؤم غيِّبْه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فلذلك تغيب المفتاح‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

وقد تقدم أمر حجابة البيت والسقاية‏.‏

  باب فيما ينزل على الكعبة والمسجد من الرحمة

5739- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله ينزل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ينزل على هذا البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏ينزل على هذا المسجد - مسجد مكة - ‏"‏‏.‏

وفيه يوسف بن السفر وهو متروك‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏"‏وأربعون للعاكفين‏"‏ بدل‏:‏ ‏"‏المصلين‏"‏‏.‏

  باب دخول الكعبة

5740- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من دخل البيت في حسنة وخرج من سيئة مغفوراً له‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن سعد وغيره وفيه ضعف‏.‏

5741- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل البيت عام الفتح ودخل في الحج فلما نزل صلى أربع ركعات - أو ركعتين - بين الحجر والباب مستقبل البيت وقال‏:‏

‏"‏هذه القبلة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

5742- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت ومعه الفضل وقام بلال على الباب‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

5743- وعن عائشة أنها قالت‏:‏ يا رسول الله كل أهلك قد دخل البيت غيري‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏أرسلي إلى شيبة فيفتح لك الباب‏"‏‏.‏ فأرسلت إليه فقال شيبة‏:‏ ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صل في الحجرة فإن قومك استقصروا على بناء البيت حين بنوه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط أبسط منه وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط‏.‏

 أبواب في الصلاة في الكعبة

  باب الصلاة في الكعبة

5744- عن ابن عباس قال‏:‏ حدثني الفضل بن عباس وكان معه حين دخلها‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في الكعبة ولكنه لما دخلها وقع ساجداً بين العمودين ثم جلس يدعو‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

5745- وعن ابن عباس أن الفضل بن العباس أخبره‏:‏ أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ‏[‏البيت‏]‏ وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في ‏[‏البيت حين دخله‏]‏ ولكنه لما خرج فنزل ركع ركعتين عند باب البيت‏.‏

رواه أحمد وروى الطبراني معناه في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

5746- وعن الفضل بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الكعبة فسبح وكبر ودعا ‏[‏الله عز وجل‏]‏ واستغفر ولم يركع ولم يسجد‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5747- وعن ابن عباس أنه كان يقول‏:‏ ما أحب أن أصلي في الكعبة‏.‏ من صلى فيها فقد ترك شيئاً خلفه ولكن حدثني أخي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها خر بين العمودين ساجداً ثم قعد فدعا ولم يصل‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس‏.‏

  باب ثان في الصلاة في الكعبة

5748- عن ابن عباس قال‏:‏ دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى بين الساريتين ركعتين ثم خرج فصلى بين باب البيت وبين الحجر ثم قال‏:‏

‏"‏هذه القبلة‏"‏‏.‏ ثم دخل مرة أخرى فقام يدعو ولم يصل‏.‏

قلت‏:‏ له في الصحيح‏:‏ أنه دخل فدعا ولم يصل‏.‏ فقط‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو مريم روى عن صغار التابعين ولم أعرفه، وبقية رجاله موثقون وفي بعضهم كلام‏.‏

  باب ثالث في الصلاة في الكعبة

5749- عن عثمان بن طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين‏.‏ قال حسن في حديثه‏:‏ وجاهك حين يدخل بيت الساريتين‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

5750- وعن أبي الشعثاء قال‏:‏ خرجت حاجاً فدخلت البيت فلما كنت عند الساريتين مضيت حين لزقت بالحائط وجاء ابن عمر حتى قام إلى جنبي فصلى

أربعاً قال‏:‏ فلما صلى قلت له‏:‏ أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت‏؟‏ قال‏:‏ هاهنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى‏.‏ فقلت له‏:‏ فكم صلى‏؟‏ قال‏:‏ على هذا أجدني ألوم نفسي إني مكثت معه عمراً ثم لم أسأله‏:‏ كم صلى‏؟‏ قال‏:‏ فلما كان العام المقبل خرجت حاجاً‏.‏ قال‏:‏ فجئت حتى قمت في مقامه قال‏:‏ فجاء ابن الزبير حتى قام إلى جنبي فلم يزل يزاحمني حتى أخرجني منه ثم صلى فيه أربعاً‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير بمعناه ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5751- وعن ابن أبي مليكة أن معاوية قدم مكة فدخل الكعبة فأرسل إلى ‏[‏ابن‏]‏ عمر‏:‏ أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ صلى بين الساريتين بحيال الباب‏.‏ فجاء ابن الزبير فرجَّ الباب رجاً شديداً ففُتح له فقال لمعاوية‏:‏ ‏[‏أما إنك‏]‏ قد علمت أني ‏[‏كنت‏]‏ أعلم مثل الذي يعلم ولكنك حسدتني‏!‏‏!‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5752- وعن أبي هريرة قال‏:‏ لما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم عثمان بن طلحة أن ابعثي إلي مفتاح الكعبة‏.‏ فقالت‏:‏ لا واللات والعزى لا أبعث به إليك‏.‏ فقال قائل‏:‏ ابعث إليها قسراً‏.‏ فقال ابنها عثمان‏:‏ يا رسول الله إنها حديثة عهد بكفر فابعثني إليها حتى آتيك‏.‏ قال‏:‏ فذهب إليها فقال‏:‏ يا أمتاه إنه قد جاء أمر غير الذي كان وإنه إن لم تعطني المفتاح قتلت‏.‏ قال‏:‏ فأخرجته فدفعته إليه فجاء به يسعى فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم عثر فابتدر المفتاح من يده فقام النبي صلى الله عليه وسلم فجثا عليه بثوبه فأخذه ثم جاء إلى الباب

- أحسبه قال‏:‏ ففتحه - ثم قام عند أركان البيت وأرجائه يدعو ثم صلى ركعتين بين الأسطوانتين‏.‏

رواه البزار وفيه زيد بن عوف وهو ضعيف‏.‏

5753- وعن عبد الرحمن بن صفوان قال‏:‏ لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت‏:‏ لألبسن ثيابي فكانت داري على الطريق‏.‏ - فذكر الحديث إلى أن قال‏:‏ فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت من كان معه‏:‏ أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ ركعتين عند السارية الوسطى عن يمينها‏.‏

رواه البزار وفيه حديث عمر بن الخطاب أنه صلى ركعتين، ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5754- وعن ابن عمر قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ومعه عثمان بن شيبة وبلال فتزاحمت حتى أتيت الباب فوافقته قد خرج فسألتهما‏:‏ كيف صنع‏؟‏ فقالا‏:‏ صلى ركعتين بين العمودين‏.‏

قلت‏:‏ حديث بلال في الصحيح‏.‏

رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

5755- وعن أنس بن مالك أنه سئل‏:‏ أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت‏؟‏ قال‏:‏ بين العمودين‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عيسى بن راشد الثقفي وفيه كلام‏.‏

5756- وعن ابن عمر قال‏:‏ دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ومعه بلال وأسامة وعثمان وقد أجاف عليهم الباب فجئت فقعدت بالأرض فمكثوا فيه ملياً فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيت الدرج فدخل البيت فقلت‏:‏ أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قالوا‏:‏ ههنا‏.‏ ونسيت أن أسأل‏:‏ كم صلى‏؟‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث بلال في الصحيح‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5757- وعن عبد الرحمن بن الزجاج قال‏:‏ قلت لشيبة بن عثمان‏:‏ يا أبا عثمان إنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فلم يصل فيها‏؟‏ فقال‏:‏ كذبوا لقد صلى ركعتين بين العمودين ثم ألصق بهما بطنه وظهره‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن الزجاج ولم أجد من ترجمه‏.‏

5758- وعن مسافع بن شيبة ‏[‏عن أبيه شيبة‏]‏ قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى ركعتين فرأى بها تصاوير فقال‏:‏

‏"‏يا شيبة اكفني هذه التصاوير‏"‏‏.‏ فاشتد ذلك على شيبة فقال له رجل من أهل فارس‏:‏ إن شئت طلبتها ولطختها بزعفران‏.‏ ففعل‏.‏

رواه الطبراني في الكبير‏.‏ ومسافع لم أجد من ترجمه‏.‏

5759- وعن مسافع بن شيبة قال‏:‏ حدثني أبي عن جدي‏:‏ أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي خلف الأسطوانة ‏[‏الوسطى‏]‏ من البيت ركعتين‏.‏ وفي البيت - أو قال‏:‏ الكعبة - ثلاث أساطين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

5760- وعن مسمع العجلي الرام قال‏:‏ حدثني شيخ من الحجبة يقال له‏:‏ مسمع، ورآني أصلي خلف الأسطوانة الوسطى من البيت فقال‏:‏ حدثني أبي عن جدي أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي خلفها ركعتين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

5761- وعن عبد الرحمن بن صفوان قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فدخلت بين رجلين منهم فقلت‏:‏ كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل في البيت‏؟‏ قال‏:‏ صلى ركعتين بين الأسطوانتين عن يمين البيت‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

5762- وعن أم ولد شيبة - وكانت قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم - أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح البيت فلما دخله ركع وقرع جبينه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي في الصلاة في المسجد الحرام وغيره في فضل المدينة إن شاء الله‏.‏

  باب التحفظ من المعصية فيها وفيما حولها

5763- عن عائشة قالت‏:‏ مازلنا نسمع أساف ونائلة - رجل وامرأة من جرهم - زنيا في الكعبة فمسخا حجرين‏.‏

رواه البزار وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وهو ضعيف‏.‏

5764- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏كان أساف ونائلة - رجل وامرأة - زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين‏"‏‏.‏ فكانا بمكة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب‏.‏

5765- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنفر من قريش وهم جلوس بقباء فقال‏:‏

‏"‏انظروا ما تعملون فيها فإنها مسؤولة عنكم فتخبر عنكم وعن أعمالكم واذكروا أن ساكنها من لا يأكل الربا ولا يمشي بالنميمة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس‏.‏

  باب منعه من الجبابرة

5766- عن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق الجبابرة فلم ينله جبار قط، أو لم يقدر عليه جبار‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قيل‏:‏ ثقة مأمون‏.‏ وقد ضعفه الأئمة أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات‏.‏

  باب إجارة بيوت مكة

5767- عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تحل إجارتها ولا رباعها‏"‏ - يعني مكة - ‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف‏.‏

  باب في مسجد الخيف

5768- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً منهم موسى كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام من ليف عليه ضفيرتان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏

5769- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏في مسجد الخيف قبر سبعون نبياً‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

  باب في غار جبل ثور

5770- عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق قال لابنه‏:‏ يا بني إن حدث في الناس حدث فائت الغار الذي اختبأت فيه أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فكن فيه فإنه سيأتيك فيه رزقك غدوة وعشية‏.‏

رواه البزار موسى بن مطير وهو كذاب‏.‏

  باب تجديد أنصاب الحرم

5771- عن الأسود بن خلف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب الحرم‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن الأسود وفيه جهالة‏.‏

  باب في مقبرة مكة

5772- عن ابن عباس قال‏:‏ لما أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المقبرة وهي على طريقه الأولى أشار بيده وراء الضفيرة - أو قال‏:‏ وراء الصفير‏.‏ شك عبد الرزاق - قال‏:‏

‏"‏نعم المقبرة هذه‏"‏‏.‏ فقلت للذي أخبرني‏:‏ أخص الشعب‏؟‏ قال‏:‏ هكذا‏.‏ قال‏:‏ ولم يخبرني أنه خص شيئاً إلا كذلك، أشار بيده وراء الضفيرة - أو قال‏:‏ الضفير - وكنا نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الشعب المقابل البيت‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني في الكبير إلا أنه قال‏:‏ الصفيرة - أو قال الظهيرة - فقال‏:‏ ‏"‏نعم المقبرة هذه‏"‏‏.‏ فقلت للذي خبرني‏:‏ خص الشعب‏؟‏ فقال‏:‏ هكذا كنا نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الشعب المقابل البيت‏.‏

وفيه إبراهيم بن أبي خداش حدث عنه ابن جريج وابن عيينة كما قال أبو حاتم ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب خروج أهل مكة منها

5773- عن عمر بن الخطاب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏سيخرج أهل مكة منها ولا يعمرونها إلا قليلاً ثم تعمر وتمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها ولا يعودون إليها أبداً‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن‏.‏ وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏